الروبوتات الجنسية، التحكم في المناخ، والكلفة الحقيقية للعلاج الطبي جميعهم صنعوا قائمة من العناوين التكنولوجية المحرمة.
ما هي التقنيات والأسئلة التكنولوجية الأكثر خطورة في طرحها؟
هل يمكننا التحكم بالمناخ ؟
يمكن أن تكون هندسة الطاقة الشمسية أهم التقنيات في القرن الحادي والعشرين. والفكرة تكمن في التقليل من ارتفاع درجات الحرارة عن طريق إطلاق ثاني أكسيد الكبريت عاليًا في الغلاف الجوي، والذي سوف يعكس بعض أشعة الشمس بعيدًا عن الأرض. يقول ديفيد كيث الأستاذ في جامعة هارفرد: سيكون من الرخيص والسهل القيام بذلك وبالتأكيد يمكن أن تعود درجات الحرارة إلى مستويات ما قبل الصناعة. ومن الأسئلة المطروحة: هل سيضر ذلك طبقة الأوزون؟ وللإجابة يلزم إجراء بعض الاختبارات الجوية على نطاق صغير، ولكنها لا تُجرى بسبب قلق الناس من محاولة إصلاح ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق حقن المزيد من الملوثات في الغلاف الجوي. يقول كيث: قررنا بشكل جماعي تفضيل الجهل. نحن بحاجة إلى برنامج بحث دولي جاد ومفتوح، ومن الجبن السياسي ألّا يكون لدينا هكذا برنامج.
هل يجب إعطاء روبوتات للمولعين بالجنس مع الاطفال؟
يظن عدد قليل جدًا من الباحثين أن الروبوتات الجنسية على شكل أطفال أو الواقع الافتراضي يمكن أن تساعد في دراسة هذه المجموعة ومعرفة ما يثيرهم أو حتى إعطائهم طريقة سليمة وآمنة لتلبية احتياجهم. لكن عدد قليل من الناس المولعين بالأطفال معروف ومن الصعب دراستهم. ويطلب من الباحثين في الولايات المتحدة إبلاغ الشرطة عنهم. وتقول كيت دارلينج المتخصصة في أخلاقيات الرجال الآلية من مختبر ماساتشوستس التقني: أريد أن أعرف هل من الممكن استخدام الروبوتات للمساعدة في العلاج! ليس لدينا أي فكرة عمّا إذا كان بوسعنا ذلك، ولا يمكننا التجريب بسبب الرفض الاجتماعي. وتضيف أن الروبوتات الجنسية عالية الجودة تنتشر بشكل أسرع من رفض المجتمع لها.
كم تتكلف الصحة العامة بسبب البنادق النارية؟
هل البنادق تهدد الصحة العامة؟ من الواضح أنها كذلك. ولكن لا تسأل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ما هي التكلفة الحقيقية للعنف بالأسلحة النارية. في عام 1996 منع الكونغرس الوكالة من أي بحث قد يؤدي إلى ضوابط قانونية على الأسلحة النارية
ما هي تكنولوجيا الرعاية الصحية التي تستحق المال؟
إن الإنفاق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وأسعار الأدوية مرتفعان جدًا. ولكن من الجيد معرفة التكلفة الحقيقة للخدمات الطبيّة المقدمة. وكجزء من أوباماكير، أنشأ البيت الأبيض معهد أبحاث جديد خصص 491 مليون دولار لدراسة أفضل العلاجات الطبية. ولكن جرّاء الضغط من قبل الصناعة ومجموعات الأطباء، وضعت بونانزا شرط: لا يمكن إجراء البحوث نهائيًا على تكلفة أي من الخدمات الطبية.
هل ينبغي أن يكون الوصول إلى المعرفة العلمية مجانيًا تمامًا؟
هل ينبغي للجميع في كل مكان على الأرض، الحصول على ثمار البحوث العلمية الممولة من القطاع العام؟ هذه هي الفكرة من موقع (سيهوب-SciHub) للقراصنة في روسيا الذي جمع ما يقرب من 55 مليون ورقة علمية، العديد منها نشر دون موافقة المالكين. وتقول الكسندرا الباكيان طالبة من كازاخستان والتي أنشأت الموقع، أنها لا تستطيع السفر إلى الولايات المتحدة أو أوروبا خوفًا من الاعتقال. وتضيف: ثبت أيضًا أنّه من المستحيل إغلاق الموقع. الشيء الوحيد الذي يجب فعله الآن هو جعله قانونيًا. هل يمكننا تعديل نوع كامل من الناحية الوراثية؟ محرك الجينات هو طريقة جديدة كليًّا لاستخدام تكنولوجيا التعديل الجيني (كريسبر – CRISPR) لنشر صفات وراثية خلال الحيوانات البرية. فكر في البعوض الذي لا يمكنه نقل الملاريا، أو الأنواع الغازية (كالأمراض المزمنة أو الأعشاب الضارة) وهي تدمر نفسها. ولكن هذه المرة العلماء هم من يعترضون على هذه التقنية. ويقول البعض أن هذه التكنولوجيا لا يمكن حتى اختبارها بأمان في المختبر، على الأقل بدون ضوابط تفصيلية وإفصاح شامل وشفاف. إنهم يخشون من أي حادث في المختبر يمكن أن ينشر المواد المعدلة جينيًا بين الحيوانات في البرية ويزعزع ثقة الجمهور في العلم إلى الأبد
هل يرسل هاتفي إشارات الراديو الآن؟
هل يفعل الحاسب الخاص بك وجهاز الهاتف ما تريده أنت أم أنهم عبارة عن رموز وملفات تعريف ارتباط تنفذ ما يطلبه شخص آخر؟ يقول إدوارد سنودن الذي لفت الانتباه إلى مراقبة الهواتف المحمولة الأميركية من قبل وكالة الأمن القومي: حتى عندما يتم تفعيل وضع الطائرة، فإن إصدارات الأيفون الأخيرة لا تزال ترسل إشارات الراديو. ويقول إن هذا يمكن أن يعرض الصحفيين الذين يرسلون تقاريرهم من مناطق النزاع للخطر. لذلك يعمل المهندس أندرو هوانغ على جهاز جديد للصحفيين والذي يلصق على هواتفهم ويخبرهم ما إذا كانوا ينقلون إشارات الراديو أم لا. ويقول سنودن: ما يحظره القانون في هذه الحالة هو تكنولوجيا الاتصالات الآمنة للمستخدم والمحمية من الدولة.
التشفير الكمي عالي السرعه قد يساعد في أمن الإنترنت في المستقبل
قد تسمح التطورات الحديثة في الحواسيب الكمومية لقراصنة الانترنت الوصول إلى آلاتٍ قويّة كفاية لكسر أصعب شيفرات أمن الإنترنت القياسية، بفك هذه الشيفرات، فإن جميع بياناتنا على الإنترنت- من السجلات الطبية إلى التداولات المصرفية- يمكن أن تكون عرضةً للهجوم. لمهاجمة هذا التهديد المستقبلي، يستخدم الباحثون ببراعةٍ نفس الخصائص الغريبة التي تُسيِّر الحواسيب الكمومية لخلق نماذج نظرية لتشفير البيانات الكمومية المقاومة للاختراق. والآن، قد تكون تقنيات التشفير الكموميّة أقرب بخطوةٍ إلى الاستخدام على نطاقٍ واسعٍ بفضل نظامٍ جديد طوّره علماء في جامعة دوك (Duke University)، جامعة ولاية أوهايو ((Ohio State University، ومختبر أوك ريدج الوطني (Oak Ridge National Laboratory)، هذا النظام قادرٌ على إنشاء وتوزيع رموز التشفير بمعدّلات ميغابت في الثانية، وهو خمس إلى عشر مرات أسرع من الطرق الحاليّة وعلى تكافؤ مع سرعات الإنترنت الحاليّة عند تشغيل عدة أنظمة على التوازي. ويُبدِيْ الباحثون أنَّ التقنية آمنة من الهجمات الشائعة، حتى في حال خللٍ في المعدَّات الذي من الممكن أن يفتح تسريبات للهجمات. قال دانييل غوتييه (Daniel Gauthier)، أستاذ جامعي في الفيزياء في جامعة ولاية أوهايو: « الآن من المُحتَمل أن يكون لدينا حاسوبًا كموميًّا قادرًا على البدء بكسر رموز التشفير الحاليّة في المستقبل القريب »، وأضاف: « نحن بحاجةٍ حقًّا إلى التفكير جديًّا بتقنياتٍ مختلفة، التي يمكن أن نستخدمها في محاولةٍ لأمْنِ الإنترنت ». بالنسبة لقراصنة الإنترنت، فإن عمليات الشراء عبر الإنترنت، التداولات المصرفية والسجلات الطبية الخاصة بنا كلها تبدو غير مفهومةٍ بسبب رموزٍ تُدعى مفاتيح التشفير. تُشفر المعلومات الشخصيّة المُرسَلة عبر الإنترنت أولًا باستخدام واحدٍ من هذه المفاتيح، ومن ثم فك تشفيرها من قبل المستقبل باستخدام نفس المفتاح. ولكي يعمل هذا النظام، يجب أن يتمتع الطرفان بسماحية الوصول لنفس المفتاح، ويجبُ أن يبقى سريًّا، يستفيد توزيع المفاتيح الكمومية (QKD) من إحدى الخصائص الأساسية لميكانيكا الكم، وهي قياس أجزاءٍ صغيرة من المادة مثل الالكترونات أو الفوتونات التي يُغيِّر تلقائيّا من خصائصها في تبادل المفاتيح بطريقةٍ تؤدّي إلى تنبيه كلا الطرفين على الفور إلى وجود خرقٍ أمنيّ. على الرغم أنَّ QKD فُسرت نظريًّا لأول مرة عام 1984 ونُفّذَت بعد ذلك بفترةٍ وجيزة، إلا أنَّ التقنيات التي تدعم استخدامها على نطاقٍ واسع بدأت بالظهور على الإنترنت الآن. تبيع شركاتٌ في أوروبا الآن أنظمة لـ QKD تعتمد على الليزر، وفي حدثٍ واسع الانتشار في الصيف الماضي، استخدمت الصين قمرًا صناعيًّا لإرسال مفتاحٍ كمّي إلى محطتين أرضيتين تقعان على بعد 1200 كم عن بعضهما البعض
قال نورول تيمور إسلام Nurul Taimur Islam))، طالب دراسات عليا في الفيزياء في جامعة دوك: « إن المشكلة التي تواجه العديد من هذه الأنظمة أنها لا تستطيع إرسال المفاتيح إلا بمعدلاتٍ منخفضة نسبيًّا- تتراوح بين عشرات إلى مئات الكيلوبت في الثانية- وهي بطيئةٌ جدًّا لمعظم الاستخدامات العمليّة على الإنترنت ». وقال إسلام: « بهذه المعدلات، لا تستطيع أنظمة التشفير الآمنة كموميًّا دعم بعض المهام اليومية الأساسية، مثل استضافة مكالمةٍ هاتفية مُشفّرة أو بث فيديو مشفر ». وكمثل العديد من أنظمة QKD، يُستخدم جهاز إرسال المفاتيح الخاص بإسلام ليزر ثم تضعيفه لتشفير المعلومات على فوتونات ضوء أحادية، ولكنهم وجدوا طريقةً لتجميع معلوماتٍ أكثر على كل فوتون، مما يجعل تقنيتهم أسرع. من خلال ضبط زمن تحرير الفوتون، وخاصية الفوتون التي تُدعى الطور، يمكن لنظامهم تشفير بِتّيْن من المعلومات لكل فوتون بدلًا من بتّ واحد. تُقدِّم هذه الخدعة، مقترنةً مع أجهزة كشف عالية السرعة تم تطويرها من قبل كلينتون كاهال( (Clinto Cahall، طالب دراساتٍ عليا في الهندسة الكهربائية والحواسيب، وجونغسانغ كيم (Jungsang Kim)، أستاذ جامعي في الهندسة الكهربائية والحواسيب في جامعة دوك، تقدمُ طاقةً لنظامهم لإرسال مفاتيح خمس إلى عشر مرات أسرع من الطرق الأخرى. وقال غوتييه، الذي بدأ العمل كأستاذٍ جامعيّ في الفيزياء في جامعة دوك قبل الانتقال إلى جامعة ولاية أوهايو (OSU): « إنَّ تغيير هذه الخصائص الإضافية للفوتون هو الذي سمح لنا بمضاعفة معدَّل أمن المفتاح الذي لم نكن قد تمكنا من الحصول عليه إن لم نقم بذلك ». في عالمٍ مثاليّ، سيكون QKD آمنًا تمامًا، أيُّ محاولةٍ لاختراق عملية تبادل المفتاح ستترك أخطاءً في الإرسال يمكن رصدها بسهولةٍ من قبل جهاز الاستقبال، لكنَّ تطبيقات العالم الحقيقي لـ QKD تتطلب معداتٍ غير مثالية، وهذه النواقص تفتح تسريباتٍ يمكن لقراصنة الإنترنت استغلالها.
وقد وصف الباحثون بدقةٍ القيود المفروضة على كل قطعةٍ من المعدات التي استخدموها ثم تعاونوا مع تشارلز ليم (Charles Lim)، وهو حاليًّا أستاذ جامعي في الهندسة الكهربائية والحواسيب في الجامعة الوطنية في سنغافورة، لتوظيف هذه العيوب التجريبية في النظرية. على الرغم أنَّ جهاز الإرسال الخاص بهم يتطلب بعض الأجزاء المُخصَّصة، فإن جميع المكونات متوفرة حاليًّا في السوق، يمكن إرسال مفاتيح التشفير المرمَّزة في فوتونات الضوء على طول الألياف الضوئية الموجودة والتي تجوب تحت المدن، مما يجعل من السهل نسبيًّا دمج جهازيّ الإرسال والاستقبال في البنية التحتية الحالية للإنترنت.
تعليقات
إرسال تعليق